Expression Écrite

العالم العربي مشكل الماء وظاھرة التصحر

مقدمة:

یعاني العالم العربي من مشكل الماء و ظاھرة التصحر.

فما ھي مظاھر و عوامل و أبعاد مشكل الماء في العالم العربي ،و أسالیب التخفیف من حدتھ ؟ و ما ھي أشكال و عوامل ظاھرة التصحر في العالم العربي، و طرق مواجھتھا ؟

مشكل الماء في العالم العربي:

تتعدد مظاھر مشكل الماء في العالم العربي :

*ینتمي الوطن العربي إلى المناطق ذات الموارد المائیة الضعیفة و ذات الخصاص المائي الموسمي أو الدائم.

*لا یمتلك الوطن العربي سوى حصة ھزیلة جدا (% 5.0 (من مجموع المیاه المتجددة في العالم ( المیاه المرتبطة بالتساقطات التي تؤدي الجریان السطحي و الباطني للمیاه ) .و یتمركز الجزء الأكبر منھا في بلدان النیل و الھلال الخصیب

*یقل نصیب الفرد من الماء في الوطن العربي عن 600 متر مكعب ، مع تباین واضح بین البلدان العربیة : أكثر من 1000 متر مكعب في العراق والسودان و المغرب ، مقابل أقل من 164 متر مكعب في بلدان شبھ الجزیرة العربیة و لیبیا.

*یواجھ العالم العربي مشكل عدم مواكبة المیاه المتاحة ( المیاه القابلة للتعبئة في السدود و للاستغلال ) لحاجات السكان.

یرتبط مشكل الماء في العالم العربي بالعوامل الآتیة:

-غلبة المناخ الصحراوي ، و عدم انتظام التساقطات ، و توالي سنوات الجفاف في النطاق المتوسطي.

-ضعف الشبكة النھریة وحجم المیاه الباطنیة

-عدم كفایة وسائل تخزین المیاه مثل السدود.

-التزاید السكاني السریع ، و تبذیر المیاه.

یتخذ مشكل الماء في العالم العربي أبعادا مختلفة:

*بعد اقتصادي : تعتبر الفلاحة القطاع الأكثر استھلاكا للماء ، أما النسبة الباقیة فتتوزع بین الاستعمالات المنزلیة و الصناعة

*بعد دیمغرافي : بتزاید عدد السكان یقل نصیب الفرد من الماء ، و بالتالي فالعالم العربي یتجھ نحو الخصاص المائي الكبیر.

*بعد سیاسي : و یتمثل في الصراعات بین الدول حول المجاري المائیة الرئیسیة كالصراع بین إسرائیل و العرب حول حوض الأردن وھضبة الجولان ، و الصراع بین مصر و السودان حول نھر النیل ، و الصراع بین العراق و تركیا و سوریا حول نھري دجلة و الفرات.

تبذل بعض المجھودات للتخفیف من حدة أزمة الماء :

*تھتم الدول العربیة التي تتوفر على أنھار رئیسیة بتشیید السدود . من أھم ھذه الدول المغرب و مصر و العراق والسودان.

*یحتكر العالم العربي و خاصة دول الخلیج العربي الجزء الأكبر من عملیات تحلیة میاه البحر في العالم.

*أنجزت بعض الدول العربیة مشاریع نموذجیة من بینھا لیبیا التي أقامت مشروع النھر الاصطناعي الذي استھدف نقل المیاه الباطنیة عبر أنابیب ضخمة من جنوب البلاد إلى شمالھا.

ظاھرة التصحر في العالم العربي:

تعدد مظاھر التصحر في العالم العربي :

*یتخذ التصحر الأشكال الآتیة :

-الترمل : زحف الكثبان الرملیة على الواحات و الأراضي الزراعیة و المناطق السكنیة بفعل ھبوب الریاح.

-نضوب المیاه : جفاف العیون و الأنھار و الآبار.

-الإقحال أو التجفیف : تصلب و تشقق التربة بفعل شدة الجفاف و الحرارة.

-تملح التربة : ارتفاع نسبة ملوحة التربة.

-تراجع خصوبة التربة : فقدان التربة للمواد العضویة.

-تدھور الغطاء النباتي.

*تمثل الأراضي المتصحرة أكثر من ثلثي مساحة العالم العربي (% 4.68 . ( في نفس الوقت تشكل الأراضي المھددة بالتصحر ( % 20 .(وبالتالي فالأراضي الصالحة للزراعة لا تمثل سوى نسبة ھزیلة ( % 6.11).

یرجع التصحر إلى عوامل طبیعیة و بشریة:

*عوامل طبیعیة من بینھا التقلبات المناخیة ، و تزاید حدة الجفاف ، و التعریة الریحیة و المائیة.

*عوامل بشریة : من أبرزھا اجتثاث الغطاء النباتي ، و الرعي الجائر، و الحرث في اتجاه الانحدار الطبوغرافي ، و استنزاف المیاه الباطنیة والسطحیة ، و تلویث التربة بالمبیدات و الأسمدة.

تصنف تدابیر مكافحة التصحر إلى الأنواع التالیة :

*تدابیر تقنیة: منھا عملیات التشجیر ، و تثبیث الرمال ، و الحرث حسب خطوط التسویة ( الخطوط الوھمیة الرابطة بین النقط المتساویة الارتفاع ) و الأخذ بالدورة الزراعیة ( تعاقب مزروعات مختلفة في نفس الحقل.

*تدابیر اقتصادیة : في طلیعتھا تكییف الأنشطة الاقتصادیة مع خصائص البیئة الجافة.

*تدابیر اجتماعیة : من بینھا محاربة الفقر ، و تحسین المستوى المعیشي لسكان المناطق الجافة.

*تدابیر قانونیة من أھمھا مصادقة الدول العربیة على الاتفاقیة الدولیة لمكافحة التصحر.

خاتمة :

رغم المجھودات المبذولة ، لا یزال العالم العربي یواجھ مشكل الماء و ظاھرة التصحر.

التھیئة الحضریة والریفية أزمة المدینة والریف وأشكال التدخل

مقدمة:

وضعت الدولة التھیئة الحضریة و الریفیة لمواجھة مشاكل المدن و البوادي.

فماھي مظاھر و عوامل أزمة المدن و الأریاف المغربیة ؟ و ما ھي أشكال التدخل لحل ھذه الأزمة ؟

أزمة المدینة المغربیة و أشكال التدخل:

تتعدد مظاھر ازمة المدینة المغربیة:

-المجال الاقتصادي : الافتقار إلى المؤسسات الاقتصادیة القویة ( الشركات الكبرى ) ، و انتشار الأنشطة غیر المھیكلة كتجارة الرصیف و الباعة المتجولین.

-المجال الاجتماعي : حدة الفوارق الطبقیة ، و ارتفاع نسبة البطالة و الفقر، و انتشار التسول و التشرد ، و ارتفاع نسبة الجریمة.

-مجال التجھیزات : نقص البنیات التحتیة و الخدمات العمومیة ، و أزمة النقل الحضري.

-المجال العمراني :أحیاء الصفیح ، و السكن العشوائي ، و المضاربات العقاریة.

-المجال البیئي : تراكم النفایات ، و تلوث الھواء ، و كثرة الضجیج ، و قلة المناطق الخضراء.

ترتبط أزمة المدینة المغربیة بعوامل من أبرزھا:

-النمو الحضري السریع الناتج عن الھجرة القرویة الكثیفة و معدل التكاثر الطبیعي الذي لم ینخفض بعد إلى المستوى المطلوب.

-النمو الاقتصادي البطيء ، و سوء تدبیر المدن ، و ضعف الاستجابة لحاجات السكان المتزایدة.

تتنوع أشكال مواجھة أزمة المدینة المغربیة:

-اقتصادیا : إحداث المناطق الصناعیة ، وتشجیع الاستثمارات و المقاولات و التعاونیات ، و تنظیم المعارض.

-اجتماعیا : إقرار المبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة ، وتطبیق برامج محاربة الفقر و مظاھر الإقصاء الاجتماعي.

-میدان التجھیزات : إنجاز مشاریع البنیة التحتیة لإعادة تأھیل المدن ، و تفویت بعض الخدمات العمومیة كالماء الشروب و الكھرباء و التطھیر والنقل الحضري للقطاع الخاص الأجنبي أو الوطني.

-عمرانیا : محاربة السكن العشوائي و دور الصفیح ، و دعم السكن الاقتصادي ، و توفیر الأراضي العامة للمشاریع السكنیة ، وحل مشكل العقار.

-بیئیا : تشیید المطارح القانونیة للأزبال و محطات معالجة النفایات الصلبة و السائلة ، و إحداث المناطق الخضراء ، ومراقبة تلوث الھواء.

أزمة الریف المغربي و أشكال التدخل:

یعرف الریف المغربي عدة مشاكل من أھمھا:

-المیدان الاقتصادي :ضعف مردود الفلاحة ، و انتشار الزراعات البوریة ( المعتمدة مباشرة على الأمطار) و المعیشیة ( الموجھة نحو السوق الداخلیة ) ، و قلة الأنشطة الاقتصادیة الأخرى كالصناعة و التجارة و الخدمات.

-المیدان الاجتماعي : انتشار الأمیة ، و ضعف نسبة التمدرس و التغطیة الصحیة ، و ارتفاع نسبة الفقر و البطالة ، و تفاقم الھجرة القرویة.

-میدان التجھیزات : ضعف شبكة الماء الشروب و الكھرباء و المواصلات و الخدمات العمومیة ، و ھشاشة السكن القروي.

ترجع أزمة البادیة المغربیة إلى عدة أسباب منھا:

-تھمیش البادیة المغربیة من حیث التنمیة الاقتصادیة و الاجتماعیة.

-تعاقب سنوات الجفاف منذ مطلع ثمانینیات القرن 20.

-سوء تسییر الجماعات القرویة.

تتدخل الدولة لمعالجة أزمة الریف المغربي من خلال البرامج و المشاریع الآتیة:

-برامج التنمیة الاقتصادیة : من أبرزھا برنامج الاستثمار الفلاحي في المناطق البوریة ، و البرنامج الوطني لمكافحة التصحر و آثار الجفاف.

-برامج التجھیزات و الخدمات العمومیة : في طلیعتھا برنامج تزوید العالم القروي بالماء الشروب ، و برنامج كھربة البوادي ، و البرنامج الوطني للطرق القرویة . بالإضافة إلى تشیید السدود و مد قنوات الري ، و بناء المدارس و المستوصفات.

-المشاریع الكبرى :من بینھا إستراتیجیة 2020 للتنمیة القرویة ، و مشروع التنمیة الاقتصادیة القرویة للریف الغربي ، و مشروع تنمیة الأقالیم الشمالیة ، و مشروع حوض سبو.

خاتمة:

رغم الجھود المبذولة ، لا تزال المدن و البوادي المغربیة تعرف عدة صعوبات . یضاف إلیھا مشكل الماء و التصحر الذي یعاني منھ المغرب كأحدبلدان العالم العربي.

شرح المصطلحات:

*التھیئة الحضریة : أشكال تدخل الدولة بالوسط الحضري.

*التھیئة الریفیة : جمیع المشاریع و البرامج المنجزة بالوسط الریفي.

*المدینة : مجال جغرافي یتمیز بتجمع سكاني مھم نسبیا ، و بسیادة القطاعین الثاني و الثالث.

*القریة : مجال جغرافي یتمیز بتجمع سكاني صغیر ، و بغلبة القطاع الأول .

*الإقصاء الاجتماعي : ضعف الاستفادة من الخدمات العمومیة

*ترییف المدن : وجود بعض مظاھر البداوة في المدن كالباعة المتجولین ، و السكن غیر اللائق ، و تربیة الدواجن و المواشي إلخ......

الإختیارات الكبرى لسیاسة إعداد التراب الوطني

مقدمة:

لتجاوز مشكل التباین الجھوي ، اتبعت الدولة المغربیة سیاسة إعداد التراب الوطني فما ھو مفھوم ھذه السیاسة ؟ و ما ھي أھدافھا و اختیاراتھا و توجھاتھا المجالیة الكبرى ؟ و ما دور سیاسة إعداد التراب الوطني في تنظیم المجال الجغرافي و تحقیق التنمیة ؟

سیاسة إعداد التراب الوطني : مفھومھا ، اھدافھا ، اختیاراتھا ، و توجھاتھا المجالیة:

تعریف سیاسة إعداد التراب الوطني:

یقصد بسیاسة إعداد التراب الوطني تدخل الدولة لتنظیم المجال الجغرافي من خلال الإعداد الفلاحي و تطویر الصناعة و التھیئة الحضریة في المدن.  

أھداف سیاسة إعداد التراب الوطني :

تستھدف سیاسة إعداد التراب الوطني التحكم في توزیع السكان و الأنشطة الاقتصادیة و تحقیق تنمیة جھویة متوازنة اقتصادیا و بشریا و اجتماعیا، و تفعیل أشكال التضامن بین المناطق. 

الاختیارات الكبرى لسیاسة إعداد التراب الوطني :

-الرفع من فعالیة الاقتصاد الوطني من خلال تحسین ظروف الاستثمار و البحث عن وسائل جدیدة للتنمیة الاقتصادیة ، و الاھتمام بالعالم القروي.

-ربط السیاسة الحضریة بالإطار الشمولي لإعداد التراب الوطني عن طریق دعم القطاع العصري، و إعادة ھیكلة القطاع التقلیدي ، و الاھتمام بالتنمیة الاجتماعیة ، و تفعیل قوانین العمران و التعمیر.

-صیانة و تدبیر الموارد الطبیعیة و المحافظة على التراث الثقافي.

-تأھیل الموارد البشریة و ذلك بمحاربة الأمیة، و إصلاح مناھج التعلیم ،و تطویر البحث العلمي و التكنولوجي ، و تكوین الفلاحین و الحرفیین، و منع تشغیل الأطفال.

التوجھات المجالیة الكبرى لسیاسة إعداد التراب الوطني :

*یمكن تحدید رھانات التوجھات المجالیة الكبرى لسیاسة إعداد التراب الوطني على الشكل الآتي :

-المناطق الجبلیة : المحافظة على الموارد الطبیعیة ، و التضامن المجالي.

-المناطق المسقیة : الأمن الغذائي ، و تحدیات الانفتاح.

-مناطق البور : النجاعة الاقتصادیة ، و التوازنات المالیة.

-المناطق الصحراویة و شبھ الصحراویة : الاندماج الجھوي ، و تدبیر المجالات الھشة.

-المناطق الساحلیة الأطلنتیة : الانفتاح و تدبیر الموارد.

-الأقالیم الشمالیة : تدعیم البعد الأورو متوسطي.

-الشبكة الحضریة : تحدیث التدبیر ، و تأھیل المجال و الاستثمار و الموارد والأقطاب الجھویة و المدن المتوسطة و الصغیرة.

دور سیاسة إعداد التراب الوطني في تھیئة المجال الجغرافي و تحقیق التنمیة و تجاوز التحدیات:

تساھم سیاسة إعداد التراب الوطني في تھیئة المجال الجغرافي :

*قانون التعمیر أو مدونة التعمیر ھو مجموعة من النصوص التشریعیة التي تنظم البناء و التوسع العمراني.

*یشمل قانون التعمیر الوثائق الآتیة:

-التصمیم المدیري للتھیئة و التمدین : وثیقة تحدد التوجھات العامة للتوسع العمراني على المدى البعید( أكثر من 25 سنة. )

-تصمیم التنطیق : وثیقة تبرز تخصصات المناطق و الأحیاء داخل المدینة ( سكنیة ، صناعیة ، تجاریة ، إداریة إلخ...)

-مخطط التھیئة : وثیقة توضح بدقة استعمالات الأراضي في المدینة و المراكز القرویة المجاورة ( الشوارع ، الأزقة،الساحات، عدد طوابق البنایات) .

-تصمیم التنظیم الوظیفي و الإعداد : وثیقة تبرز الوظائف الأساسیة للمدن الكبرى( إداریة ، سیاحیة ، صناعیة ، تجاریة إلخ...) 

تساعد سیاسة إعداد التراب الوطني على تحقیق التنمیة من خلال المبادئ التالیة: 

-التنمیة الاقتصادیة و الاجتماعیة المتوازنة من خلال إعطاء الأولیة للمناطق الأقل تطورا و للطبقة الفقیرة.

-تدعیم الوحدة الوطنیة عن طریق تحقیق التضامن بین المناطق و تعزیز التكافل الاجتماعي.

-نھج سیاسة اللامركزیة و ذلك بإشراك المنتخبین في تحدید و إنجاز المشاریع.

-المحافظة على البیئة و ترشید استغلال الموارد الطبیعیة في إطار التنمیة المستدامة.

تواجھ سیاسة إعداد التراب الوطني عدة تحدیات من أبرزھا:

-تحدیات دیمغرافیة و اجتماعیة : التطور السكاني ، ارتفاع نسبة الساكنة النشیطة و البطالة و الفقر.

-تحدیات اقتصادیة : ضعف وتیرة النمو الاقتصادي و الإنتاجیة ، المنافسة الأجنبیة في إطار العولمة.

-تحدیات بیئیة : التقلبات المناخیة ، التلوث ، تزاید الضغط على الموارد الطبیعیة.

خاتمة:

إذا كانت سیاسة إعداد التراب الوطني لم تحقق كل أھدافھا، فإنھا تظل ركیزة أساسیة بالنسبة للتھیئة الحضریة و الریفیة بالمغرب.

المجال المغربي:الموارد الطبیعیة و البشریة

مقدمة:

الموارد الطبیعیة ھي كل الثروات المتوفرة في مجال جغرافي معین و منھا التربة و النباتات و الماء والموارد البحریة و المعدنیة والطاقیة . أما الموارد البشریة فھي مجموع الطاقات البشریة التي یمكن تعبئتھا لتحقیق التنمیة في مختلف المیادین.

فما ھي وضعیة الموارد الطبیعیة و البشریة بالمغرب ؟ و ماذا عن توزیعھا الجغرافي ؟ و ما ھي أسالیب تدبیرھا ؟

الموارد الطبیعیة بالمغرب : وضعیتھا ، توزیعھا الجغرافي ، أسالیب تدبیرھا:

وضعیة الموارد الطبیعیة بالمغرب و التحدیات التي تواجھھا:

*الماء : یظل نصیب المواطن المغربي من الماء ضعیفا و قابلا للإنخفاض بسبب عدة عوامل منھا الجفاف و التصحر و التزاید السكاني و ضعف ترشید استعمال المیاه . مما سیجعل المغرب یعاني من خصاص مائي ھیكلي .إلى جانب تلوث المیاه.

*التربة : لا تشكل التربة الخصبة سوى نسبة ضعیفة من مساحة المغرب . و تتدھور التربة باستمرار بفعل التعریة و الانجراف والتلوث وزیادة الملوحة و الإستغلال المفرط . مما سیؤدي إلى تقلیص المجال الزراعي و تدني الوضع البیئي.

*الغابة : تغطي الغابة نسبة محدودة من المجال المغربي . وتتراجع مساحتھا سنویا أمام بعض التھدیدات منھا الحرائق و الإجتثاث(قطع الأشجار) و الرعي الجائر و الجفاف و التوسع العمراني.

*الثروة البحریة : یمتلك المغرب ثروة مھمة و متنوعة من الأسماك و الرخویات و القشریات یوجھ أغلبھا نحو التصدیر . إلا أن ھذه الثروة تواجھ بعض التحدیات منھا الإستغلال المفرط من طرف الأسطول الأجنبي الذي من شأنھ أن یعرض بعض الأنواع منھا للإنقراض ، و كذلك مشكل تلوث المیاه البحریة

*المعادن و الطاقة : یتوفر المغرب على ثلاثة أرباع احتیاطي العالم من الفوسفاط محتلا بذلك المرتبة الأولى في تصدیره و الثانیة في إنتاجھ ، كما یحتل المغرب مراتب متقدمة نسبیا في إنتاج الرصاص و الزنك . أما باقي المعادن فإنتاجھا ضعیف . في المقابل یفتقر المغرب إلى مصادرالطاقة . ویعرف القطاع المعدني بعض الصعوبات منھا ارتفاع تكالیف الإستخراج و تراجع مداخیل الصادرات.

التوزیع الجغرافي للموارد الطبیعیة بالمغرب:

*تتمركز الشبكة المائیة بالمغرب في النصف الشمالي حیث المناخ المتوسطي . و عكس ذلك فالشبكة المائیة جد ضعیفة إلى منعدمة في النصف الجنوبي حیث المناخ الصحراوي .( انظر الخریطة ص 137 المنار = ص 130 المورد(

*تنحصر التربة الخصبة في الشمال الغربي حیث الأراضي المنخفضة و المناخ المتوسطي و الأحواض المائیة .في حین تسود التربة الفقیرة في المناطق الصحراویة و الجبلیة حیث المناخ الصحراوي و التضاریس الوعرة.

*تتمركز الغابات في جبال الأطلس و الریف و الھضبة الوسطى و المعمورة ، و تشمل أنواعا مختلفة من الأشجارفي طلیعتھا البلوط الأخضر والبلوط الفلیني و العرعار ، و تسود الحلفاء في المنطقة الشرقیة ( انظر الخریطة ص 136 = ص131 المورد.)

*تعتبر العیون و طانطان و أكادیر أھم موانئ الصید البحري بالمغرب ( انظر الخریطة ص 139 المنار ) . و یشكل السمك الأزرق الجزء الأكبر من الإنتاج الوطني.

*یستخرج الفوسفاط من مناطق خریبكة ، الیوسفیة ، بوكراع ، بن جریر . و تتوزع باقي المناجم المعدنیة عبر التراب الوطني مع تمركز أكبر في جبال الأطلس و الھضبة الوسطى . في حین توجد بعض آبار البترول ناحیة الصویرة وسیدي قاسم و مناجم الفحم الحجري في المغرب الشرقي . ( انظر الخریطتین ص 138 المنار = ص132المورد)

أسالیب تدبیر الموارد الطبیعیة:

*أسالیب تدبیر استعمال الماء:

-بناء السدود ، التنقیب عن المیاه الجوفیة ، معالجة المیاه المستعملة و إعادة توظیفھا

-تأسیس المجلس الأعلى للماء و المناخ ، إصدار قانون الماء

-توعیة المواطنین بأھمیة الماء و ضرورة ترشید استعمالھ

*تقنیات حمایة التربة :

-بناء الحواجز للحد من تعریة الریاح و زحف الرمال الصحراویة

-التشجیر لتثبیت التربة

-بناء المدرجات في المنحدرات للتقلیل من خطر التعریة و الإنجراف

-اتباع الدورة الزراعیة ، والحرث حسب خطوط التسویة

*جھود الحفاظ على الغابة:

-تأسیس المندوبیة السامیة للمیاه و الغابات و محاربة التصحر . إصدار قوانین حمایة الغابة

-القیام بعملیات التشجیر لتجدید الغابة ، ومنع الرعي الجائر بالملك الغابوي

-الإھتمام بالبحث العلمي حول الغابة و إنشاء محمیات طبیعیة

-تنظیم حملات التوعیة و التحسیس بأھمیة الغابة و بحمایتھا

*إجراءات حمایة الثروة البحریة:

-وضع مخطط لتنظیم الصید البحري ، و مراجعة بعض اتفاقیات الصید البحري خاصة مع الإتحاد الأوربي

-مراقبة كمیة و حجم الأنواع المصطادة

-اعتماد فترة الراحة البیو لوجیة و نظام الحصص حسب الأنواع ( الكوطا)

*أسالیب تدبیر قطاع المعادن والطاقة:

-التنقیب عن مناجم جدیدة ، و جلب الإستثمارات الأجنبیة لخلق صناعات لتحویل المعادن داخل البلاد

-الإھتمام بالطاقات المتجددة

-التحسیس بضرورة ترشید استھلاك الطاقة.

الموارد البشریة بالمغرب : وضعیتھا ، مستوى تنمیتھا ، الجھود المبذولة لتحسینھا:

وضعیة المواد البشریة بالمغرب:

تطور الساكنة المغربیة و توزیعھا الجغرافي :

*منذ سنة 1960 دخل المغرب مرحلة الإنفجار الدیمغرافي أمام ارتفاع معدل التكاثر الطبیعي المرتبط بارتفاع الولادات و انخفاض الوفیات ، وبالتالي انتقل عدد السكان من 6.11 إلى 30 ملیون نسمة في الفترة 1960 -2004 . لكن في السنوات الأخیرة تراجعت وتیرة النمو الدیمغرافي حیث شرع المغاربة في تطبیق سیاسة تحدید النسل تحت تأتیر المشاكل الإجتماعیة والأزمات الإقتصادیة.

ظل سكان الأریاف یشكلون الأغلبیة إلى حدود نھایة الثمانینات . غیر أنھ منذ مطلع تسعینات القرن 20 انقلبت الوضعیة حیث شھد المغرب التحول الحضري وعرفت نسبة سكان المدن تطورا سریعا أمام انتشار الھجرة القرویة.

ترتفع الكثافة السكانیة في السھول و الھضاب الأطلنتیة بفعل ملاءمة الظروف الطبیعیة و أھمیة الأنشطة الإقتصادیة. وترتفع الكثافة السكانیة أیضا في الریف أمام قدم التعمیر . في المقابل فالكثافة السكانیة ضعیفة في المناطق الصحراویة المتمیزة بقساوة الظروف الظروف الطبیعیة و ھزالة الأنشطة الإقتصادیة .( انظر الخریطة ص 142 المنار = ص 134 المورد)

وضعیة السكان النشیطین بالمغرب :

تمثل الساكنة النشیطة الجزء الأكبر من مجموع سكان المغرب . تأتي بعدھا فئة الصغار و الأطفال . أما نسبة الشیوخ فھي ضعیفة. وبالتالي نستخلص فتوة الھرم السكاني المرتبطة بارتفاع معدل التكاثر الطبیعي في العقود السابقة .مما یطرح مشاكل في القطاعات الإجتماعیة الأساسیة : التشغیل ، التعلیم ، الصحة ، السكن ، التغذیة.

مستوى التنمیة البشریة بالمغرب:

تطور مؤشر التنمیة البشریة تدریجیا عبر السنوات لكنھ لم یرق بعد إلى المستوى المطلوب حیث یحتل المغرب الرتبة 124 عالمیا.

تفسر ھذه الرتبة المتأخرة بالمشاكل المتعددة منھا ارتفاع نسبة البطالة و الأمیة ، وضعف الدخل الفردي و معدل التمدرس ، و عدم كفایة الأطر و التجھیزات الصحیة ، و أزمة السكن، وسوء التغذیة.

یختلف مؤشر التنمیة البشریة حسب الجھات حیث یرتفع في بعضھا مثل جھة الساقیة الحمراء العیون – بوجدور . مقابل انخفاضھ في جھات أخرى كالجھة الشرقیة . و تعتبر خریطة الفقر البشري انعكاسا مباشرا لھذا التوزیع (انظر الكتاب المدرسي : ص 145 المنار ) .

كما یضعف مؤشر التنمیة البشریة أكثر في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري.

الجھود المبذولة لتحسین مستوى التنمیة البشریة بالمغرب:

*المبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة : وقامت على المحاور الآتیة:

-التصدي للعجز الإجتماعي الذي تعرفھ الأحیاء الحضریة الفقیرة و الجماعات القرویة الأشد خصاصة.

-الإستجابة للحاجیات الضروریة للأشخاص في وضعیة صعبة أو لذوي الحاجات الخاصة.

-تشجیع الأنشطة المنتجة للدخل القار و المدرة لفرص الشغل.

تنفیذا لذلك اتخذت التدابیر التالیة:

-في المجال الإقتصادي : خلق مشاریع إنمائیة ، و تشجیع الإستثمار و جمعیات الإنتاج ،و إحداث الأقطاب الصناعیة.

-في المجال الإجتماعي :تعمیم التمدرس والتغطیة الصحیة ، و محاربة الأمیة و السكن غیر اللاثق

-مجال التجھیزات الأساسیة : توسیع شبكة الماء و الكھرباء و مد الطرق بالبوادي.

*برامج أخرى لتنمیة الموارد البشریة بالمغرب:

-المشروع النموذجي لمحاربة الفقر في الوسط الحضري : مشروع تجریبي اعتمد على الشراكة بین الفاعلین المحلیین في الدارالبیضاء ، مراكش، طنجة.

-استراتیجیة 2020 للتنمیة القرویة : و تضمن دعم البنیة التحتیة و الخدمات الأساسیة ، و تنویع الأنشطة الإقتصادیة ، و حمایة البیئة.

-برنامج التنمیة البشریة المستدامة و مكافحة الفقر: استھدف أقالیم الحوز و شیشاوة و الصویرة و شفشاون

-مشروع الأولویات الإجتماعیة : توخى دعم التمدرس و محاربة الأمیة و تحسین الخدمات الطبیة في 575 جماعة قرویة.

خاتمة:

یواجھ المغرب صعوبات في تدبیر الموارد الطبیعیة و البشریة التي تتباین حسب الجھات ، لھذا نھج سیاسة إعداد التراب الوطني

شرح المصطلحات :

*الحوض المائي : منطقة یخترقھا نھر رئیسي مع روافده.

*السمك الأزرق أو السمك السطحي : من أھم أنواعھ السردین.

*التحول الحضري :سكان المدن أكثر من سكان البوادي.

*الراحة البیولوجیة : منع الصید في فترة التوالد للحفاظ على الثروة السمكیة.

*قدم التعمیر : الاستقرار السكاني القدیم.

الضغوط الإستعماریة على المغرب و محاولات الإصلاح

مقدمة:

خلال القرن 19م ، تعرض المغرب لضغوط استعماریة فقام بمحاولات الإصلاح .

فما ھي أنواع الضغوط الاستعماریة على المغرب ؟ و ما ھي المیادین التي ھمتھا الإصلاحات بالمغرب ، و عوامل فشل ھذه الأخیرة؟

أشكال الضغوط الاستعماریة على المغرب خلال القرن 19 م:

فرضت فرنسا ضغوطا عسكریة و اقتصادیة و دبلوماسیة على المغرب:

*في المجال العسكري : انھزم الجیش المغربي سنة 1844 أمام الجیش الفرنسي في معركة إیسلي التي تلخصت أسبابھا في رغبة فرنسا التوسع انطلاقا من الجزائر على حساب المغرب ، و مساندة ھذا الأخیر للمقاومة المسلحة الجزائریة . أما نتائج ھذه المعركة فتمثلت في عقد معاھدة للامغنیة سنة 1845 التي تركت الحدود المغربیة الجزائریة غامضة جنوب مركز ثنیة الساسي ( ناحیة فكیك ) . و استغلت فرنسا ھذا الغموض لتحتل في أواخر القرن 19 أجزاء من الصحراء المغربیة الشرقیة.

*في المجال الاقتصادي : حصلت فرنسا على امتیازات تجاریة بمقتضى الاتفاقیة الفرنسیة المغربیة لسنة 1863.

*في المجال الدبلوماسي : بسطت فرنسا الحمایة القنصلیة على عملائھا من المغاربة ( المحمیون)

ركزت بریطانیا على الامتیازات الاقتصادیة و الدبلوماسیة:

*أقنع المندوب الإنجلیزي دراموند ھاي المغرب بضرورة التخلي عن سیاسة الاحتراز ( العزلة ) ، و بالتالي تم سنة 1856 التوقیع على الاتفاقیة التجاریة المغربیة الانجلیزیة التي منحت للإنجلیز عدة امتیازات من بینھا حق الاستقرار بالمغرب و مزاولة التجارة و امتلاك العقارات ، و التزام المغرب بإلغاء القیود الجمركیة المفروضة على الصادرات و الواردات المعروفة باسم الكونطرادات.

*بموجب نفس الاتفاقیة منحت بریطانیا الحمایة القنصلیة لوسطائھا التجاریین المغاربة.

مارست إسبانیا ضغوطا عسكریة و اقتصادیة و دبلوماسیة على المغرب:

*حاولت إسبانیا توسیع نفوذھا في ضواحي سبتة المحتلة ، فأعلنت سنة 1859 الحرب على المغرب .و انتھت ھذه الحرب بانھزام الجیش المغربي و احتلال تطوان سنة 1860.

*عقدت في نفس السنة معاھدة الصلح بین الطرفین التي تضمنت شروطا قاسیة منھا توسیع حدود سبتة ، و تنازل المغرب لاسبانیا عن مركز ساحلي في الجنوب ، و أداؤه غرامة مالیة باھظة استنزفت خزینة الدولة و فرضت على المغرب اقتسام مداخلھ من الرسوم الجمركیة مع إسبانیا.

*في سنة 1861 وقع المغرب معاھدة مع إسبانیا أتاحت لھذه الأخیرة فرض الحمایة القنصلیة كما ھو الشأن بالنسبة لفرنسا و بریطانیا

أكد مؤتمر مدرید الحمایة القنصلیة و الامتیازات الأجنبیة بالمغرب:

*انعقد مؤتمر مدرید سنة 1880 بحضور ممثلي الدول الأوربیة و الولایات المتحدة الأمریكیة و المغرب . و قد خرج ھذا المؤتمر بقرارات من أھمھا تأكید الحمایة القنصلیة ، و منح المحمیین امتیازات منھا عدم الخضوع للقانون المغربي و بالتالي عدم أداء الضرائب والرسوم الجمركیة و الغرامات و الخدمة العسكریة . و كرس ھذا المؤتمر الامتیازات التي حصل علیھا الأوربیون في الاتفاقیات السابقة.

محاولات الإصلاح بالمغرب خلال القرن 19 و عوامل فشلھا:

تمت جل الإصلاحات في عھد السلطانین محمد بن عبد الرحمان ( 1859 -1873 ) و الحسن الأول ( 1873 – 1894 ، ) و یمكن تحدیدھا على الشكل الآتي:

إصلاحات عسكریة : أرسلت الدولة المغربیة بعثات طلابیة إلى أوربا لمتابعة التكوین العسكري ، و استقدمت أطرا أوربیة لتدریب الجیش المغربي ، و عملت على شراء الأسلحة الحدیثة و تشیید مصنعین للأسلحة ( فاس و مراكش )، و إنشاء الأسطول الحربي لحمایة السواحل.

إصلاحات إداریة : تم تحدید مھمة الصدر الأعظم ، و إحداث وزارات جدیدة ( كوزارة الدفاع و الخارجیة ) و القیادات الصغرى.

إصلاحات اقتصادیة : تمثلت في إدخال مزروعات جدیدة كالقطن و قصب السكر ، وخلق بعض الصناعات الحدیثة كالنسیج و السكر و الورق ، و ترمیم الموانئ و تجھیزھا، و استخراج الفحم الحجري.

إصلاحات مالیة : عینت الدولة أمناء ( رؤساء الجمارك) في المراسي و خصصت لھم أجورا و فرضت علیھم المراقبة لمحاربة الاختلاس و الرشوة .

في نفس الوقت أحدثت الدولة جھازا مركزیا مكونا من إدارة مركزیة یرأسھا وزیر المالیة " مول الشكارة " ، و إدارة محلیة تشمل أمناء القبائل و المراسي و " المستفاد " ( مدا خیل التجارة و الأملاك المخزنیة.)

إصلاحات جبائیة :فرضت الدولة ضرائب متعددة منھا مكوس الأبواب و الحافر و الأسواق ، قبل أن تفرض ضریبة الترتیب ( تعریف ھذه المصطلحات ص 59 من كتاب المنار. ( إصلاحات نقدیة : قبلت الدولة المغربیة تداول العملات الفرنسیة و الاسبانیة داخل البلد ، و رفعت من قیمة العملة الوطنیة و حاربت تزویرھا أو تھریبھا . كما أنشأت دار السكة ، و عملت على ضبط صرف العملات.

إصلاح التعلیم : أسست الدولة المغربیة مدرسة عصریة لتلقي العلوم الحدیثة و خصصت منحا و مكافآت للطلبة المتفوقین ، و أرسلت بعثات طلابیة إلى أوربا.

آلت ھذه الإصلاحات إلى الفشل بفعل نوعین من العوامل:

-عوامل خارجیة : تمثلت في الضغوط الاستعماریة التي أضعفت الدولة المغربیة اقتصادیا و مالیا و سیاسیا و عسكریا.

-عوامل داخلیة : من أبرزھا تزاید عدد المحمیین ، و معارضة زعماء القبائل و الزوایا و الفقھاء لھذه الإصلاحات التي تضر بمصالحھم وبالتالي قیام بعض الثورات . بالإضافة حدوث بعض الكوارث الطبیعیة.

خاتمة:

بفشل ھذه الإصلاحات تزایدت الضغوط الاستعماریة . فكانت النتیجة فرض الحمایة الأجنبیة على المغرب ابتداء من سنة 1912

الیقظة الفكریة بالمشرق العربي

مقدمة :

عرف المشرق العربي النھضة الفكریة خلال القرن 19 م

فما ھي عوامل و مظاھر الیقظة الفكریة ؟ و من ھم اقطاب التیارین : السلفي و العلماني ؟

عوامل ومظاھر الیقظة الفكریة بالمشرق العربي خلال القرن 19 م :

ارتبطت النھضة الفكریة للمشرق العربي بالعوامل التالیة:

*عوامل ثقافیة : شھدت مصر و سوریا و لبنان إدخال المطبعة الحدیثة و تأسیس المدارس و المعاھد ، و إصدار الصحف ، وإرسال البعثات الطلابیة إلى أوربا ، إلى جانب ترجمة المؤلفات الغربیة إلى اللغة العربیة.

*عوامل اجتماعیة : ظھرت في مصر و بلاد الشام طبقة وسطى شجعت الثقافة ، ونما نشاط البعثات التبشیریة.

*عوامل سیاسیة : برز الشعور الوطني و القومي بعد الحملة الفرنسیة على مصر ، و ضعف السلطة العثمانیة ، و سیاسة التتریك ( فرض اللغة التركیة على البلدان العربیة الخاضعة للنفوذ العثماني ). بالإضافة إلى إصلاحات محمد علي التي استھدفت إنشاء دولة حدیثة و مستقلة بمصر.

تجلت الیقظة الفكریة بالمشرق العربي في ظھور التیارین : السلفي و العلماني :

*الاتجاه السلفي : تیار ذو منطلق دیني دعا إلى العودة إلى ما كان علیھ السلف الصالح . و قد طرح مبادئ في المجالات الآتیة:

-المجال الدیني : العودة إلى أصول الإسلام على عھد السلف الصالح ، و نبذ البدع و الشعوذة ، و فتح باب الاجتھاد ، و التوفیق بین الدین و العلم.

-المجال السیاسي : الحكم وفق مبدأ الشورى ( الدیمقراطیة الإسلامیة ) ، ونبذ الاستبداد ، و المناداة بالحریة و وحدة العالم الإسلامي ، و مناھضة الاستعمار.

-المجال الاجتماعي : الاھتمام بالتربیة و التعلیم و تھذیب الأخلاق ، و تحقیق العدالة الاجتماعیة ، و الدعوة إلى تعلیم المرأة.

*الاتجاه العلماني : تیار دعا إلى فصل الدین عن الدولة و الأخذ بقیم الحداثة . و قد أثار بدوره المیادین الدینیة و السیاسیة والاجتماعیة:

-في المیدان الدیني : فصل الدین عن الدولة ، و معاداة العصبیة الطائفیة.

-في المیدان السیاسي : المطالبة بالدیمقراطیة السیاسیة والحریات العامة ، و المساواة أمام القانون.

-في المیدان الاجتماعي :الاھتمام بالتربیة و التعلیم ، و تحدیث المجتمع، وتحریر المرأة ، وتقلیص الفوارق الطبقیة.

أقطاب التیارین السلفي و العلماني:

قاد بعض المفكرین التیار السلفي من أشھرھم:

*جمال الدین الأفغاني : مفكر إسلامي إصلاحي دافع عن قضایا المسلمین .عاش في القرن 19 م ، ازداد بأفغانستان ، و تنقل بین مصر و الدولة العثمانیة وأوربا . أنشأ مع الشیخ محمد عبده جریدة "العروة الوثقى".

*محمد عبده : مفكر سلفي مصري ، تخرج من جامعة الأزھر ، و نفي من مصر فصاحب جمال الدین الأفغاني.

*عبد الرحمان الكواكبي : مفكر سوري من عصر النھضة ، جند حیاتھ لمناھضة الاستبداد العثماني متنقلا بین الشام و مصر . ألف عدة كتب منھا " أم القرى " . توفي سنة 1903

تزعم بعض المفكرین التیار العلماني ( اللیبرالي ) من أھمھم:

*شبلي اشمیل : مفكر و طبیب لبناني عاش في مصر دعا إلى فصل الدین عن الدولة .

*رفاعة الطھطاوي : مفكر مصري عاش في القرن 19 . تخرج من جامعة الأزھر و تابع دراستھ بفرنسا. و عاد إلى وطنھ حیث انشأ جریدة " الوقائع المصریة " و تولى مناصب إداریة.

*قاسم أمین :مفكر مصري ، تابع دراستھ الحقوقیة بفرنسا ، دعا إلى تحریر المرأة و تعلیمھا . توفي سنة 1908

خاتمة:

جاءت الیقظة الفكریة بالمشرق العربي كرد فعل اتجاه الھیمنة الأوربیة التي أدت إلى تزاید الضغوط الاستعماریة.

شرح العبارات:

*الحملة الفرنسیة على مصر : الحملة العسكریة التي قادھا إمبراطور فرنسا نابلیون بونابارت في الفترة 1798 – 1801

*محمد علي أو إبراھیم باشا: حاكم مصر في الفترة 1805 – 1848 الذي قام بعدة إصلاحات.

*الاستبداد : نظام سیاسي قائم على احتكار الحاكم لكل السلطات و قمعھ للحریات مستندا على التعلیمات الشفھیة.

*النھضة العربیة : حركة فكریة استھدفت خروج العرب من مرحلة الانحطاط إلى مرحلة التجدید.

*السلف الصالح : الصحابة و التابعون على عھد الرسول ( ص ) و الخلفاء الراشدین خلال القرن الأول الھجري الموافق القرن السابع المیلادي.

التنافس الإمبریالي و اندلاع الحرب العالمیة الأولى

مقدمة:

أدى التنافس الإمبریالي بین الدول الأوربیة إلى اندلاع الحرب العالمیة الأولى

ما ھي مظاھر التنافس الإمبریالي ؟ وماذا عن سیاسة التحالفات والتسابق نحو التسلح ؟ و ما دور الأزمات الدولیة في اندلاع الحرب العالمیة الأولى؟

التنافس الإمبریالي:

التنافس الإقتصادي :

*في أواخر القرن 19 وبدایة القرن 20 ، اشتد الصراع بین الدول الأوربیة من أجل السیطرة على الأسواق الخارجیة بھدف تصریف فائض الإنتاج الصناعي ، وجلب المواد الأولیة ، و تصدیر رؤوس الأموال ، وتشجیع فقرائھا على الھجرة إلى المستعمرات للتخفیف من حدة المشاكل الإجتماعیة و الأزمات الإقتصادیة الدوریة .

*ظلت بریطانیا أول قوة صناعیة و تجاریة في العالم إلى حدود نھایة القرن 19 . لكنھا أصبحت مھددة من طرف ألمانیا التي شھد اقتصادھا تطورا سریعا، و الولایات المتحدة الأمریكیة التي تولت الزعامة الإقتصادیة العالمیة لاحقا، وفرنسا القوة الإقتصادیة الرابعة عالمیا. بالإضافة إلى دول أخرى صاعدة مثل إیطالیا و ھولندا و بلجیكا.

التنافس السیاسي:

*ارتبطت النزاعات الأوربیة قبیل 1914 بالمصالح الشخصیة لكل دولة و التي یمكن تحدیدھا على الشكل الآتي:

-بریطانیا: كانت تستھدف التحكم في الملاحة البحریة العالمیة و تتضایق من القوة البحریة الألمانیة المتنامیة

-ألمانیا : اھتمت بالتوسع الإمبریالي على حساب مصالح القوتین الإستعماریتین : إنجلترا و فرنسا

-فرنسا : تطلعت إلى استرجاع الألزاس و اللورین المحتلتین من طرف ألمانیا ، واستكمال بناء امبراطوریتھا الإستعماریة.

-إیطالیا : أرادت تحریر اراضیھا الشمالیة من الإحتلال النمساوي ، و الحصول على نصیبھا من المستعمرات

-النمسا : ناھضت تحرر القومیات السلافیة بزعامة صربیا

-روسیا : عملت على حمایة صربیا و الشعوب السلافیة في البلقان.

*توزعت مناطق التنافس الإستعماري على النحو التالي :

-تونس : تنافس فرنسي – إیطالي – إنجلیزي

-المغرب : تنافس فرنسي – إسباني – ألماني- إنجلیزي.

-مصر : تنافس إنجلیزي- فرنسي.

-البلقان : تنافس روسي – نمساوي- عثماني

الكونغو : تنافس بلجیكي- فرنسي- ألماني

وسائل التنافس الإمبریالي:

أھم التحالفات والإتفاقیات في أواخر القرن 19 و مطلع القرن 20:

-التحالف الثنائي الألماني- النمساوي ( سنة 1879 : (تحالف سري استھدف ضمان أمن ألمانیا من أي ھجوم فرنسي محتمل.

-التحالف الثلاثي الألماني- النمساوي- الإیطالي ( سنة 1882 :( حلف دفاعي ضد أي ھجوم خارجي.

-التقارب الفرنسي – الروسي ( سنة 1892 : ( توخى الدفاع عن حدود الدولتین ضد أي ھجوم محتمل من طرف دول التحالف الثلاثي

-الإتفاق الودي الفرنسي – الإنجلیزي ( سنة 1904 : ( استھدف تسویة الصراع الإستعماري الثنائي حول المغرب و مصر.

-الوفاق الثلاثي الفرنسي – الإنجلیزي – الروسي ( سنة 1907 : (حلف عسكري موجھ ضد التحالف الثلاثي و خاصة ألمانیا.

ملاحظة : أسفرت ھذة التحالفات و الإتفاقیات عن تكوین حلفین متنافرین ھما التحالف الثلاثي و الوفاق الثلاثي.

-السباق نحو التسلح :

عملت الدول الأوربیة المنتمیة للتحالفات السابقة الذكر على تعمیم الخدمة العسكریة الإجباریة ، ورفع حجم جیوشھا النظامیة و الإحتیاطیة ، و زیادة و تطویر أسلحتھا.

احتدم التنافس في میدان التسلح البحري بین المانیا و إنجلترا . في نفس الوقت اشتد التسابق في میدان التسلح البري بین ألمانیا و فرنسا

مؤتمرات الدول الإمبریالیة لتسویة خلافاتھا حول مناطق النفوذ:

-مؤتمر برلین الأول ( سنة 1878 : ( نص على اقتطاع مناطق من الإمبراطوریة العثمانیة لفائدة النمسا و روسیا ، و استیلاء إنجلترا على قبرص.

-مؤتمر مدرید ( سنة 1880 : ( أكد حق السفراء الأوربیین في حمایة رعایاھم المغاربة ، ومنح حق الملكیة للأجانب بالمغرب.

-مؤتمر برلین الثاني ( 1884-1885 :( الإتفاق على تقسیم قارة إفریقیا بین الدول الأوربیة المتنافسة ،و على تنظیم الملاحة بحوض الكونغو.

-مؤتمر الجزیرة الخضراء أو الخزیرات ( سنة 1906 : ( قرر إنشاء بنك مخزني ممول من طرف الدول الأوربیة، و تكلیف فرنسا و إسبانیا بتكوین شرطة بالموانئ المغربیة.

ملاحظة : أدى التنافس الإمبریالي إلى حدوث أزمات دولیة.

الأزمات الدولیة الممھدة لاندلاع الحرب العالمیة الأولى:

الأزمات المغربیة:

المسألة المغربیة الأولى سنة 1905:

مھدت فرنسا لإحتلال المغرب بعقد اتفاقیات مع كل من إیطالیا و إنجلترا وإسبانیا ، مما أثار غضب ألمانیا التي لھا أیضا أطماع استعماریة . في إطار ذلك قام الإمبراطور الألماني كیوم الثاني بزیارة مدینة طنجة سنة 1905 و ألقى بھا خطابا عبر فیھ عن ضرورة احترام سیادة المغرب ، و دعا إلى عقد مؤتمر دولي لدراسة المسألة المغربیة . وبالفعل عقد مؤتمر الجزیرة الخضراء سنة 1906.

-المسألة المغربیة الثانیة سنة 1908:

قامت ألمانیا بالتھدید بعد اعتقال بعض رعایاھا بالدار البیضاء من طرف السلطات الإستعماریة الفرنسیة . وطرحت فرنسا القضیة على المحكمة الأوربیة التي حكمت بطرد القنصلین( الألماني و الفرنسي) من المغرب.

-المسألة المغربیة الثالثة سنة 1911:

كان رد فعل ألمانیا إزاء الإحتلال الفرنسي لمدینة فاس ھو إرسال سفینة حربیة إلى أكادیر استعدادا لغزو المغرب ، فاضطرت فرنسا إلى التنازل لھا عن الكونغو بمقتضى الإتفاق المبرم سنة 1911.

ازمات البلقان:

–الأزمة البلقانیة الأولى سنة 1908:

أقدمت النمسا على ضم إقلیم البوسنة و الھرسیك ،مما أثار غضب صربیا التي كانت تتطلع إلى إقامة الوحدة السلافیة في البلقان بدعم من روسیا.

-الأزمة البلقانیة الثانیة ماي 1913:

دخلت دول العصبة البلقانیة ( صربیا، الیونان، بلغاریا ) في حرب ضد الإمبراطوریة العثمانیة . فانھزمت ھذه الأخیرة و تخلت عن اراضیھا الأوربیة لفائدة الدول المنتصرة.

-الأزمة البلقانیة الثالثة یونیو- غشت 1913 : على إثر الخلافات حول غنائم الحرب ضد الإمبراطوریة العثمانیة قام نزاع بین بلغاریا وباقي دول البلقان ، انتھى بانتصار الطرف الأخیر (صربیا ورومانیا والیونان .)

اندلاع الحرب العالمیة الأولى و مراحلھا:

*استغلت النمسا اغتیال ولي عھدھا فرانسوا فیردیناند من طرف منظمة صربیة في یونیھ 1914 ، لتعلن بعد شھر الحرب على صربیا . فسارعت باقي الدول الأعضاء في الوفاق الثلاثي إلى إعلان الحرب ضد الدول الأعضاء في التحالف الثلاثي.

*مرت الحرب العالمیة بمرحلتین أساسیتین ھما :

-المرحلة الأولى ( 1914 – 1916 : ( و تمیزت بانتصار ألمانیا على فرنسا و روسیا القیصریة، و دخول إیطالیا الحرب إلى جانب دول الوفاق ، ونھج حرب الخنادق.

-المرحلة الثانیة ( 1917 – 1918 : ( و تمیزت بانتصار الحلفاء ( الوفاق ) بعد دخول الولایات م الأمریكیة الحرب إلى جانبھم ، مقابل انسحاب روسیا الاشتراكیة من الحرب و عقدھا معاھدة الصلح مع ألمانیا ( معاھدة بریست لیتوفسك.)

خاتمة :

أسفر التنافس الإمبریالي عن إنشاء التحالفات العسكریة و السباق نحو التسلح . وبالتالي حدوث المواجھة بین دول الوسط ( المانیا ، النمسا، بلغاریا، الإمبراطوریة العثمانیة) و دول الوفاق(فرنسا،إنجلترا، روسیا، و.م.الأمریكیة ، إیطالیا) خلال الحرب العالمیة الأولى (1914 -1918 )التي انتھت بانتصار الطرف الأخیر. فما ھي النتائج العامة لھذه الحرب ؟

شرح العبارات:

*الامبریالیة : السیاسة التوسعیة للبلدان الرأسمالیة.

*السلاف : القومیة الرئیسیة في أوربا الشرقیة و تشمل عدة عناصر من أبرزھا الروس و الصرب و الھنغاریین.

*البلقان : منطقة كبرى في جنوب شرق أوربا تضم بعض البلدان في طلیعتھا الیونان و صربیا و بلغاریا و رومانیا و ألبانیا

*حرب الخنادق : حرب دفاعیة اعتمدت على حفر الخنادق و إقامة الأسلاك الشائكة .

التحولات الإقتصادیة و المالیة و الإجتماعیة و الفكریة في العالم في القرن 19م

مقدمة:

شكلت أوربا الغربیة مھدا للنظام الرأسمالي الذي امتد إلى أمریكا الشمالیة و الیابان .

فما ھي التحولات الاقتصادیة و المالیة و الاجتماعیة و الفكریة في العالم الرأسمالي أثناء القرن 19 م ؟

التحولات الاقتصادیة و المالیة:

تعددت مظاھر التحولات الاقتصادیة :

*تجلى التطور الصناعي في تعمیم المحرك البخاري ، و اختراع أنواع أخرى من المحركات ، و ظھور المصانع الكبرى ، و ازدھار بعض الصناعات في طلیعتھا : صناعة الفولاذ و الصلب و الصناعة المیكانیكیة و الكیماویة ، و تزاید المردود و الإنتاج أمام تطور الأسالیب و التقنیات ، و ارتفاع حصة الصادرات الصناعیة .

*أخذت الفلاحة في الدول الرأسمالیة تستخدم الآلات و الأسمدة ، و تعتمد على انتقاء الأنواع الجیدة من المزروعات و سلالات الماشیة ، بالإضافة ‘إلى إتباع الدورة الزراعیة و استغلال البحث العلمي و ارتباط الفلاحة بالصناعة و التجارة.

*تضاعفت المبادلات الخارجیة للبلدان الرأسمالیة التي نھج بعضھا نظام التبادل الحر الذي جاء كبدیل للحمایة الجمركیة ( فرض قیود جمركیة على الواردات لحمایة الإنتاج الوطني ) . في نفس الوقت ازدھرت التجارة الداخلیة. 

ارتبطت التحولات الاقتصادیة بعوامل مختلفة:

العامل التنظیمي : قام النھج اللیبرالي الكلاسیكي على مبادئ منھا حریة الإنتاج و التبادل التجاري ، و قانون العرض و الطلب ، و البحث عن الربح .

و اتخذ التركیز الرأسمالي شكلین أساسین ھما:

-التركیز الأفقي : اندماج الشركات التي لھا نفس التخصص.

-التركیز العمودي : اندماج الشركات ذات التخصصات المتكاملة.

دور الفاعلین الاقتصادیین الجدد : و من أبرزھم :

-الأبناك : مؤسسات مالیة أصبحت تستثمر في مختلف الأنشطة الاقتصادیة ، إلى جانب تقدیم القروض و جمع الودائع .

-المقاولات الكبرى : مؤسسات اقتصادیة قویة ناتجة عن التركیز الرأسمالي .( التروست ، الھولدینغ(

-الشركات المجھولة الاسم : شركات كبیرة ذات رأسمال موزع على أكبر عدد من المساھمین

التقدم التقني و العلمي: اخترعت محركات جدیدة كالمحرك الانفجاري و الكھربائي ، و ھمت الابتكارات صناعات متعددة

و قطاعات الفلاحة و المواصلات و وسائل الاتصال.

ثورة المواصلات : توسعت شبكة السكك الحدیدیة في أوربا الغربیة و الولایات م الأمریكیة ، واخترعت السفینة البخاریة فأقیمت خطوط بحریة منتظمة بین أوربا و باقي القارات ، و تم حفر القنوات النھریة و البحریة كما تم ترصیف الطرق البریة.

التحولات الدیمغرافیة و الاجتماعیة:

شھد العالم الرأسمالي تحولات دیمغرافیة مھمة من أبرزھا:

-تضاعف عدد السكان بفعل انخفاض نسبة الوفیات أمام تحسن التغذیة و تقدم الطب ، مقابل ارتفاع نسبة الولادات.

-نمو حضري سریع أمام انتشار الھجرة القرویة.

-تزاید الھجرة القرویة لعدة أسباب منھا الثورة الصناعیة ، و التوسع الرأسمالي ، و ضعف الدخل الفلاحي.

تغیرت البنیة الاجتماعیة في البلدان الرأسمالیة:

*تزاید نفوذ البورجوازیة التي سیطرت على الأنشطة الصناعیة و التجاریة و الخدماتیة و الفلاحة العصریة . في حین تراجعت مكانة طبقة النبلاء ، و أدت حركة التصنیع إلى تكاثر الید العاملة التي عانت من ظروف معیشیة قاسیة منھا ضعف الأجور و طول مدة العمل الیومي و السكن غیر اللائق و انتشار الأمراض و سوء التغذیة و استغلال الأطفال و النساء.

بروز الفكر الاشتراكي ونشأة الحركة النقابیة:

ظھر الفكر الاشتراكي بأوربا خلال القرن 19 م:

*من انعكاسات الثورة الصناعیة استغلال العمال من طرف البورجوازیة و معاناتھم من البؤس الاجتماعي، و بالتالي ظھر الفكر الاشتراكي للدفاع عن مصالحھم.

*صنفت الاشتراكیة إلى نوعین ھما:

-الاشتراكیة الطوباویة ( أو الخیالیة أو المثالیة ) :التي انتقدت مبادئ الرأسمالیة ، و نادت بسیطرة الدولة على وسائل الإنتاج ،و تزعمھا بعض

المفكرین منھم الفرنسي سان سیمون و الانجلیزي روبرت أووین . و تولدت عنھا الاشتراكیة الفوضویة بقیادة الفرنسي برودون

-الاشتراكیة العلمیة : التي اعتبرت الصراع الطبقي أساس التطور التاریخي ، و دعت إلى العنف الثوري ( الإضرابات والمظاھرات) من أجل القضاء على الرأسمالیة و إقامة النظام الاشتراكي . و من أھم زعماء ھذا الاتجاه المفكر الألماني كارل ماركس.

نشأت و تطورت الحركة النقابیة في البلدان الرأسمالیة :

*في النصف الأول من القرن 19 شكل العمال في بعض بلدان أوربا الغربیة عدة جمعیات من أجل الدفاع عن حقوقھم . و في النصف الثاني من نفس القرن تأسست نقابات عمالیة قویة في كل من إنجلترا و فرنسا و ألمانیا . و تكتلت ھذه النقابات عالمیا في إطار الأممیة الأولى و الثانیة ( الاتحاد العالمي للنقابات.)

*أسفر نضال العمال عن تحقیق عدة مكتسبات من أبرزھا : تقلیص ساعات العمل الیومي ، و الزیادة في الأجور ، و إحداث تعویضات المرض وحوادث الشغل و البطالة و التقاعد ، و حق الإضراب ، و الاستفادة من العطل المؤدى عنھا ، و الاحتفال بعید الشغل في فاتح ماي من كل سنة.

خاتمة :

أدت ھذه التحولات إلى تدعیم مكانة أوربا عالمیا و احتدام التنافس الامبریالي بین دولھا الأكثر قوة

شرح العبارات:

*ھنري بیسمر ( 1818 – 1898 ) : مخترع إنجلیزي ، ابتكر طریقة لإنتاج الفولاذ بأقل تكلفة.

*الدورة الزراعیة أو التناوب الزراعي: تعاقب مزروعات مختلفة في نفس الحقل للحفاظ على خصوبة التربة.

*إراحة الأرض : عدم استغلال الأرض في بعض المواسم الفلاحیة بھدف الحد من استنزاف التربة.

*فائض الإنتاج أو تضخم الإنتاج : الإنتاج أكثر من الاستھلاك ( العرض أكثر من الطلب(

*الرأسمالیة التجاریة : المرحلة الأولى من مراحل النظام الرأسمالي اعتمدت على استثمار الأموال في المیدان التجاري.

*الرأسمالیة الصناعیة : المرحلة الثانیة من النظام الرأسمالي اقترنت باستثمار الأموال في المجال الصناعي.

*الرأسمالیة المالیة : المرحلة الثالثة من النظام الرأسمالي من مظاھرھا توجھ الأبناك نحو الاستثمار في مختلف الأنشطة الاقتصادیة ، و إحداث البورصات و شركات الـتأمین.

*الرأسمالیة الفلاحیة : مرحلة من مراحل النظام الرأسمالي ، قامت على إدخال الأسالیب و التقنیات الحدیثة في المجال الفلاحي.

*التروست : شركة ضخمة ناتجة عن التركیز الرأسمالي.

*الھولدینغ: مؤسسة مالیة تمتلك غالبیة أسھم عدة شركات.

*الاقطاعیة أو الفیودالیة أو النبلاء :طبقة غنیة تھیمن على الفلاحة التقلیدیة.

*البورجوازیة : طبقة غنیة تسیطر على الأنشطة الاقتصادیة العصریة.

*العامل : الفرد الذي یبیع قوة عملھ مقابل أجر.

فرض محروس رقم 1 في مادة اللغة الفرنسية

Résumé de la Boite à Merveilles de chapitre 1....au chapitre 12

Résumé de la Boite à Merveilles (de chapitre 1....au chapitre 12)

chapitre 1:
Le narrateur adulte, miné par la solitude commence son récit pour mieux comprendre sa solitude qui date depuis toujours. Il présente ensuite les locataires de Dar chouafa : lalla kenza la voyante ( au rez-de-chaussée), Driss el Aouad , sa femme Rahma et leur fille zineb (au premier étage) et fatma Bziouya au deuxième étage).Il évoque le souvenir du bain maure et de sa Boite à Merveilles où les objets qui s'y trouvent lui tiennent compagnie . Puis, il relate le souvenir d'une dispute entre sa mère et Rahma.

Chapitre2 :
En revenant du m'sid , le narrateur trouve sa mère souffrante.. Lalla Aicha son amie, vient lui rendre visite et réussit à la convaincre de rendre visite à Sidi Boughaleb.A la fin de cette visite, sidi Mohamed est griffé par un chat. Fatigué , le petit enfant ne va pas au m'sid et nous décrit les matinées à la maison tout en évoquant l'origine de ses parents, et le souvenir de Driss le teigneux, l'apprenti de son père.

Chapitre3 :
Le narrateur raconte sa journée au Msid . le soir, remarquant que Fatima Bziouiya s'éclaire avec une lampe à pétrole, Lalla Zoubida insiste pour que son mari lui en achete une, ce qui est fait le lendemain. Ensuite, Il évoque le souvenir de la disparition de zineb, et comment sa mère réussit à la retrouver à la maison des Idrissides. Rahma, en guise de louange à Dieu, prépare un repas pour les mendiants. Toutes les voisines y participent de bon cœur.

Chapitre4 :
Les premiers jours de printemps, Lalla Zoubida et son fils rendent visite à lalla Aicha. Sidi mohamed profite de l'occasion pour jouer avec les enfants des voisins .Lalla Aicha raconte ensuite à son amie les malheurs de son mari avec son associé Abdelkader. Le lendemain, La mère rapporte ce récit malheureux à son mari. Celui-ci va évoquer devant le petit sidi Mohamed le souvenir d'Abdellah l'épicier qui racontait des histoires.

Chapitre5 :
Un mercredi, le Fquih explique à ses élèves ses projets pour Achoura. A la maison, Lalla Zoubida ne se fatigue pas à raconter les malheurs de Lalla Aicha à Fatima, puis à Rahma leur faisant promettre de garder le secret. Ensuite, le narrateur relate le souvenir de la mort de Sidi Md Ben Tahar. Ayant assisté à la scène, le petit enfant fait un cauchemar la nuit.

Chapitre6 :
Pendant les préparatifs pour Achoura au Msid, le fquih organise le travail et forme des équipes. Le petit Sidi Mohamed est nommé chef des frotteurs .Le matin suivant, il accompagne sa mère à la kissaria pour acheter un nouveau gilet. De retour chez lui, sidi Mohamed se dispute avec Zineb.Sa mère se met en colère. Triste et pris de faim,, le petit enfant plonge dans ses rêveries. Le narrateur nous rapporte ensuite l'histoire de Lalla khadija et son mari l'oncle Othman racontée aux voisines par Rahma.

Chapitre7:
la veille de l'Achoura, les femmes s'achètent des tambours et Sidi Mohamed une trompette. Il participe au Msid aux préparatifs de la fête. Le lendemain , il accompagne son père chez le coiffeur où il écoute sans interêt les conversations des adultes.
Le jour de l'achoura, le petit enfant se réveille tôt et met ses vêtements neufs avant d'aller au m'sid célébrer cette journée exceptionnelle.. Après le repas, Lalla Aicha vient rendre visite à la famille du narrateur.

Chapitre8:
Après l'Achoura, la vie retrouve sa monotonie. Mais avec les premiers jours de chaleur, la mère déclare la guerre aux punaises. Un jour, le père du narrateur décide d'emmener sa femme et son fils au souk des bijoux pour acheter des bracelets . Accompagnée de Fatma Bziouya, la famille du narrateur arrive au souk des bijoutiers mais le père se trouve le visage tout en sang après une bagarre avec un courtier. Lalla Zoubida,superstitieuse, ne veut plus ces bracelets, elle pense qu'ils portent malheur. La mère raconte à lalla Aicha la mésaventure du souk. Sidi Mohamed tombe malade.

Chapitre9:
Le père a perdu tout son capital. Il décide de vendre les bracelets et d'aller travailler aux environ de Fès. Sidi Mohamed souffre toujours de fièvre. Le départ du père est véu comme un grand drame . Un jour, la mère rend visite à son amie Lalla Aicha qui lui propose d'aller consulter un devin : Si elArafi .

Chapitre10 :
le narrateur évoque le souvenir du voyant Si Elarafi. Lalla Zoubida rentre chez elle tout en gardant le secret de la visite... elle décide de garder son enfant à la maison et de l'emmener chaque semaine faire la visite d'un marabout.
Un matin elle reçoit la visite d'un envoyé de son mari. Lalla Aicha vient prie son amie de lui rendre visite le lendemain parce qu'elle a des choses à lui raconter.

Chapitre 11 : 
Chez Lalla Aicha, les femmes discutent. Elle reçoit la visite de Salama, qui raconte son rôle dans le mariage de Si Larbi avec la fille du coiffeur et les problèmes du nouveau couple.

Chapitre 12 :
Le narrateur dans ce dernier chapitre raconte le retour de son père. Sidi Mohamed raconte à son père les événements passés pendant son absence. Le père du narrateur apprend que M.Larbi s'est séparé avec sa jeune épouse.. Sidi Mohamed, toujours aussi solitaire qu'au début et aussi rêveur, sort sa boite à merveilles et se laisse bercer par ses rêves

La biographie et la situation du passage Antigone

                                        " BIOGRAPHIE (سيرة الذاتية) DE JEAN ANOUILH "
           La biographie de l'écrivain : " Jean Anouilh " : (1910-1987), c'est un écrivain et dramaturge (درامي ) français d'origine juive (يهودي). 
           Il a réécrit cette pièce théâtrale sous les circonstances (الظروف) de la tyrannie (الطغيان) d'Adolf Hitler ; dans la Deuxième Guerre Mondiale.
           Parmi (من بين) ses écritures, il y a :     
                 - Voyageur sans Bagage (1937).
                 - Rendez-vous de Senlis (1941).
                 - Antigone (1945). 
                 - Médée (1946). 
                 - Eurydice (1942).
    N.B. : 
il faut savoir que la pièce d'Antigone est réécrite (أعيدت كتابتها) en 1944 ; mais, la publication (النشر) de cette pièce était en 1945. 
           Maintenant, je vais parler sur la situation du passage (وضعية النص). En avant, on dois poser la question : c'est quoi la situation du passage (وضعية النص) ? Et à quoi sert-elle (وماهو دورها )? 
Quand nous lisons la question de la situation du passage, on trouve cela un peut bisard. Je vous réponds, la situation du passage est une méthode (طريقة) qui sert à savoir si l'élève a maitrisé le roman ou non ; d'autre part, c'est pour savoir si l'élève ou l'étudiant à maitriser (التحكم والتمكن) le roman tout entier. Il nous reste une autre question qui est comme suit : Comment faire la situation du passage ? C'est simple, ce qu'il nous suffit c'est tout juste de lire et de relire le roman d'une manière attentive et précise en soulignant les mots clés aussi les expressions. 
          Comme exemple, je prends Antigone : 
dès le début (البداية) de la pièce tragique (المأساوية), on va trouver : 
1) La présentation du Cœur (c'est celui qui présente la pièce). 
2) Le discours entre : Antigone et la Nourrice (c'est elle qui élevé les enfants d’œdipe). 
3) Le discours entre : Antigone et Ismène (la sœur d'Antigone).
4) Le discours entre ; Antigone et Hémon (le fiançailles d'Antigone).
au milieu (الوسط) de la pièce tragique (المأساوية), on va trouver :   
1) Le discours entre : les Gardes et Antigone.
2) Le discours entre : Créon (l'Oncle d'Antigone et le père de Hémon) et les Gardes.
3) Le discours entre : Créon et Antigone ( On les appelles aussi des héros antagonistes). 
à la fin (النهاية) de la pièce tragique(المأساوية), on va trouver :   
4) Le discours  : du Cœur.
5) Le discours entre : le Cœur et Créon.
etc ..........
d'après cet exemple, la réponse sur la situation du passage soit comme suit :
              Je situe le passage extrait du roman Antigone ; le passage se situe au début de la pièce théâtrale tragique de Jean Anouilh (1910-1987). Le passage est un discours entre Antigone et sa Nourrice, quand cette dernière a entré à la chambre d'Antigone ; mais, elle ne l'avait pas trouvé. Car elle était ailleurs (خارج) du palais. 
Cette situation est une situation au début de la pièce.